الدكتور محمود المشهداني رئيس المجلس النواب العراقي يلقي كلمة في الإجتماع الثاني للجمعية العامة للبرلمانات اللأسيوية


      


إستأنف الجمعية العامة للبرلمانات الأسيوية أعماله اليوم الثلاثاء 20/11/2007 بمشاركة رؤوساء وأعضاء برلمان الدول المشاركة.
وقد ألقى الدكتور محمود المشهداني رئيس مجلس النواب العراقي كلمة في الجلسة، أشار فيها أن الحضارة الإنسانية الراشدة تعتمد على ركنين أساسيين، أحدهما مادي يتمثل بالقوة باشكالها المطلقة، واخره روحي يتمثل في منظومة القيم الأخلاقية والروحية.
وبين بأن القوة اذا لم تبنى على أرضية أخلاقية فسوف تتحول الى خطر شرير يهدد مصالح الإنسانية.
وأوضح سيادته ايضا في كلمته أن العالم لن يخرج من المأزق إلا بالعودة للقيم الروحية المتمثلة في تعاليم الديانات السماوية ومنظمومة حقوق الإنسان المدنية.
وذكر أن من أحدى السبل والوسائل التي تساهم في إستقرار القيم هو حوار الحضارات، وعليه طالب بتمثيل الدول الإسلامية بمقعد دائم في مجلس الأمن لإعادة توازن القيمي والحضاري وتحقيق منطق الديمقراطية وتمثيل أكثر من مليار مسلم.
كما وطالب الدول المشاركة مساعدة العراق لأستكمال السيادة المنقوصة والانطلاق للمساهمة ببناء عالم حر وسلمي ومتحضر، وأشار أنه ليس معقولا أن يستمر شعب دولة نفطية بالبقاء تحت خط الفقر والجهل والتخلف المتعمد.


 وفيما يلي نص الكلمة في الجلسة:


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله، والصلاة والسلام على محمد رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه….
أيها الأخوة الكرام….
رؤوساء برلمانات الدول الأسيوية وأعضائها…
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن الحضارة الإنسانية الراشدة تعتمد على ركنين أساسيين، أحدهما مادي يتمثل بالقوة باشكالها المطلقة، واخره روحي يتمثل في منظومة القيم الأخلاقية والروحية.
فالقوة اذا لم تبنى على أرضية أخلاقية فسوف تتحول الى خطر شرير يهدد مصالح الإنسانية. وهذا ما منيت به الإنسانية في عصرها الحديث بعد أن فقدت رصيدها الأخلاقي والروحي المتمثل في ديانات التوحيد الكبرى حتى قيل أن الحق الذي لا قوة معه هو باطل، والباطل الذي تدعمه القوة هو الحق.
وبهذا أضطربت مقاييس العدل العالمي وأصبح المكيال بمكيالين هو المعيار في قضايا الصراع الإنساني.
فالحضارة التي يحكمها منطق القوة وليس قوة المنطق تختل فيها مقاييس العدل العالمي.
ولم تفلح كل المحاولات الحديثة من منطق الحياد الإيجابي وعدم الإنحياز حتى تكتل العالم في قطبين توازن فيهما الرعب ومنطق التبعية وانتهى الصراع الى هيمنة منطق القوة وبروز القطب الواحد. فسقط الركن الأول من أركان الحضارة الإنسانية وانعدمت مقاييس الحياد وعدم الإنحياز وتوازن الرعب وإختفت معالم العدل العالمي في حل الأزمات الدولية بعد أن فرض منطق القطب الواحد هيمنته على المؤسسات الدولية والتي كان من المفروض أن تكون المعبر الحقيقي عن ضمير الإنسانية وجراحاتها ومركز إحساسها بالعدل ورفض الظلم.
ولم يؤرخ للإنسانية في تأريخها الطويل بمثل ما نشاهده اليوم من إنتكاسة في مقاييس العدل العالمي حتى أصبح المدافع عن الأوطان ضد العدوان يتهم بالإرهاب، ويوصف إرهاب الدول كاسرائيل بالإستعمال المفرط للقوة.
ولا يمكن للعالم أن يخرج من هذا المأزق إلا بالعودة للقيم الروحية المتمثلة في تعاليم الديانات السماوية ومنظمومة حقوق الإنسان المدنية.
ومن نتائج هذا أن العالم الإسلامي اليوم كله مهدد بأن يتهم بالإرهاب، ولعل من أحد السبل والوسائل التي تساهم في إستقرار القيم هو حوار الحضارات الذي قد يدعم كثيرا في حال تمثيل الدول الإسلامية بمقعد دائم في مجلس الأمن لإعادة توازن القيمي والحضاري وتحقيق منطق الديمقراطية في وتمثيل أكثر من مليار مسلم.
وكممثل للعراق في تجمعكم الموقر هذا أدعوكم جميعا لمعاونتنا وبجدية للخروج من وصاية الفصل السابع الذي دخلنا فيه منذ عام 1990، لأستكمال السيادة المنقوصة والحصول الأستقلال الناجز والانطلاق للمساهمة ببناء عالم حر وسلمي ومتحضر، فليس معقولا أن يستمر شعب دولة نفطية بالبقاء تحت خط الفقر والجهل والتخلف المتعمد.


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الدكتور محمود المشهداني
رئيس مجلس النواب العراقي
20/11/2007