بيان


      

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على اشرف المرسلين و على آله الطيبين و اصحابه المنتجبين.
السيد رئيس المؤتمر … السيد رئيس الاتحاد
حضرات السيدات و السادة … الحضور السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
من دواعي الغبطة والسعادة ان يلتقي الاخوة رؤساء و اعضاء و ممثلي البرلمانات العربية الشقيقة في مؤتمرهم الثالث عشر هذا و دورة مجلس الاتحاد الخمسين هذه على ارض بلاد الرافدين مهد الحضارات و عبق التأريخ و صرح الفكر و الإلهام و المعرفة.
من هنا ايها الاخوة الاعزاء  و باسم مجلس النواب العراقي نرحب بكم و انتم بين اهلكم و إخوانكم من ابناء شعب العراق بكافة مكوناته داعين الله عز وجل ان يكلل اعمال مؤتمرنا هذا بالنجاح و التسديد .
السيدات … والسادة ..
إن تجربتنا البرلمانية الديمقراطية في العراق، عبرت رغم قصر عمرها السابق عن الإصرار المطلق للإرادة السياسية و الشعبية الخلاقة لمكونات شعبنا و تنوعاته المختلفة، للمضي قدماً في ان نطوي عن شعبنا من الماضي صفحة الدكتاتورية و الطغيان و عن جوارنا و محيطنا صفحة التهديد و العدوان و أن نرسخ دعائم نظامنا الديمقراطي الاتحادي القائم على إحترام الهوية الإسلامية و مباديء حقوق الانسان، و تعزيز أواصر التعايش و التآخي البناء بين مختلف اطياف شعبنا العراقي و تنوعاته مؤكدةً للجميع إنحيازها  لعناصر التاريخ و الجغرافيا و المصالح العليا المشتركة بين مكونات الشعب و التي تمتد للآلاف السنين، و التي انتجت اليوم عقدا إجتماعيا واعيا بينها الحرص على إحترام الخصوصيات لكل مكون في نظرية سياسية واعدة خلاقة.
ايها الاخوة و الاخوات …. إن حزمة القوانين الاخيرة التي اقرها البرلمان العراقي لتنظيم شؤون الحياة و الدولة في العراق، كقانون المساءَلة و العدالة، و العفو العام و تنظيم الاستثمار، و موازنة الاعمار و البناء لسنة 2008 و غيرها من التشريعات، وفرت فرصاً كبيرة امام إنجاح جهود المصالحة الوطنية و إشاعة اجواء من الثقة و التفاؤل لتحقيق ظروف موضوعية و عوامل توازن بين مباديء العدل الإجتماعي من جهة و قيم العفو و التسامح الإنساني بين ابناء شعبنا الواحد من جهة ثانية. خاصة بعد ان إنكسرت شوكة الارهاب على يد ابناء شعبكم في العراق الواحد المتآخي، و بفضل نجاح خطة فرض القانون في ضرب اوكار الارهاب و بؤره الفاسدة  و تضييق الخناق عليه تمهيدا للقضاء عليه و إعلان النصر النهائي المؤزر انشاء الله.
و بهذه المناسبة نشدد على اهمية بناء منظومة الامن الجماعي لدول الاتحاد في مكافحة الارهاب و فكره المريض المنحرف.
ايها السيدات ….. والسادة…
إن البرلمان العراقي إذ يؤكد حرصه البالغ لأهمية الإحتفاظ بعلاقات حسن جوار مع كافة دول محيطه الإقليمي قائمةٍ على اساس الإحترام المتبادل و التعاون الإيجابي المشترك، يؤكد رفضه المطلق لكافة اشكال التدخلات العسكرية للقوات التركية في حدوده الشمالية، و يدين بشدة الممارسات غير المسوغة ضد المدنيين العزل و ما لحق من دمار و تخريب في المنشآت المدنية و القرى الحدودية الآمنة، في وقت اكد العراق إلتزامه الرسمي بعدم السماح لأي إستخدام لأراضيه كمنطلق او ممر لاي إعتداء على دول الجوار.
إننا ندعو بهذه المناسبة اشقاءنا العرب لتأييد دعوتنا الى الجارة تركيا للحوار لأجل التنسيق العالي المشترك بيننا لوضع حد لإنهاء مشكلة الجماعات المسلحة عند الحدود بين البلدين الجارين وفق مبدأ إحترام السيادة و عدم التدخل في الشؤون الداخلية و بما يعزز من اواصر العلاقات التاريخية بين البلدين الجارين و شعبيهما.
ايها السيدات …. والسادة
إننا نتطلع الى رؤية بداية تحول حقيقية و إنعطاف إيجابي في الموقف التضامني العربي  من العراق و قضاياه المصيرية ينطلق من مؤتمرنا هذا، يؤكد من خلاله الاخوة الاشقاء المؤتمرون لحكوماتهم الموقرة بضرورة الوقوف الى جانب العراق  و احترام إرادة شعبه و إختياره و قراراته و دعم جهود حكومته الوطنية في تعزيز سيادته الوطنية و العمل على تخليصه من القرارات الدولية التي قضت بشموله باحكام الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة و مساندته في إرساء دعائم الامن و الاستقرار بما يعجل من خروج القوات الاجنبية من اراضيه و مساندة مسيرة المصالحة الوطنية بين مختلف مكونات شعبنا و الاسهام في إعادة البناء و الاعمار و المبادرة لتفعيل قرارات جامعة الدول العربية السابقة في تنشيط التمثيل الدبلوماسي بين العراق و اشقائه.
و يهمنا في هذا السياق ان نطمئن اشقاءنا العرب و نؤكد لهم بان وحدة العراق لها من عناصر القوة و مقومات البقاء ما يجعلها حصينة و منيعة امام سياسات التفتيت و التشرذم التي راهن عليها اعداء العراق طيلة السنوات الخمس الماضية.
كما و ان الحضور الفاعل و المؤثر لدور المرجعيات الدينية و العلماء و العشائر في وأد الفتنة و إبعاد شبح الحرب الطائفية حقق من التلاحم و القوة بين ابناء الشعب العراقي ما اهله للوقوف يداً واحدة للدفاع عن وحدة العراق و الحفاظ على نسيجه الاجتماعي المترابط.
الاخوة و الاخوات الاعزاء ……
إننا إذ نؤكد على ضرورة إطلاق مبادرة برلمانية نشطة لاتحادنا في المرحلة القابلة، تسعى لرسم نظام عربي جديد فاعل و مؤثر ينسجم مع كافة التطورات و التحولات الكبيرة التي شهدتها نظم العلاقات الإقليمية و الدولية من حولنا و نطمح ايضاً لبلوغ مرحلة متقدمة من التطور لبناء الاحزاب و الكيانات السياسية و مغادرة انماط التمثيل لنموذج الاحزاب العنصرية و الطائفية و الفئوية.
السيدات … السادة…
إننا في الوقت الذي نشيد فيه بالجهود الكبيرة و المخلصة لقادة البرلمانات العربية و الامانة العامة و امينها العام، نعرب عن رغبتنا بضرورة منح الاتحاد دوراً مشاركاً للتوسط في حل المشكلات و النزاعات ضمن مساعي و جهود الجامعة العربية لتوفير مزيد من المساندة و الدعم و التنسيق التكاملي بين المنظومات الجماعية العربية و بما يعزز من دورها و فعالياتها.
كما ندعو الى موقف موحد للدول الاعضاء في الاتحاد ازاء القضايا و التحديات الراهنة التي يشهدها واقعنا العربي و الاقليمي، و بخاصة التداعيات الاخيرة و الخطيرة على الساحة الفلسطينية و ما شهده قطاع غزة مؤخرا من حصار ظالم و إعتداءات إسرائيلية سافرة لا تستدعي الشجب و الإدانة و الإستنكار فحسب و انما تتطلب تحركا نشطا و دؤوبا من اجل رفع الظلم عن شعبنا الفلسطيني. كما و ان استمرار ازمة الرئاسة في لبنان الشقيق و الاوضاع الماساوية في دارفور تشكل هاجس قلق دائم لدينا و لدى كافة دول المنطقة.
ايها السيدات و السادة …..
اننا في الوقت الذي تابعنا فيه بامتعاض شديد، الاساءات المشينة لشخص الرسول الاكرم (ص) … و التي بثت عبر وسائل الاعلام و الصحافة الغربية، ندين بشدة تلك الممارسات الاستفزازية الدنيئة التي لم تراعي اي احترام لمشاعر و مقدسات المسلمين كافة.
كما و نحذر من مغبة التمادي في هذه التصرفات و اثارها السلبية على كافة مستويات العلاقات الثنائية و المصالح الحيوية بين العالم الاسلامي و دول الغرب.
السيدات و السادة
مرة اخرى اكرر ترحيبي بكم و انتم بين اشقائكم العراقيين و اتمنى ان يوفقكم الله تعالى في اعمال الدورة الخمسين للاتحاد البرلماني العربي و مؤتمره الثالث عشر ليكونا مصدراً لقرارات هامة تخدم قضايا شعوبنا و تطلعاتها و توحد كلمتنا و مواقفنا في مواجهة التحديات و نشكر تلبيتكم دعوتنا لحضور هذا المحفل العربي الكبير في اربيل  العراق آملين لكم طيب الإقامة في ربوع كردستان.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

أرسل هذا المقال لصديق  أرسل هذا المقال لصديق    صفحة للطباعة  صفحة للطباعة