الشيخ خالد العطية يطلق مبادرة لعقد مؤتمراً موسعاً برعايته للكفاءات العراقية في المهجر


        

اعلن الشيخ خالد العطية النائب الاول لرئيس مجلس النواب العراقي عن مبادرته في اقامة مؤتمر عالمي موسع للكفاءات العراقية المغتربة وبرعاية مجلس النواب العراقي من المؤمل عقده نهاية العام الحالي وقال خلال تكريمه للطلبة الاوئل على الجامعات العراقية في بغداد في احتفالية اقيمت في جامعة بغداد صباح هذا اليوم وبحضور رؤساء جامعات بغداد ” اعلن امامكم ان مجلس النواب العراقي يخطط لعقد مؤتمر عالمي للكفاءات العراقية في المهجر يضم الكفاءات والخبرات العراقية في شتى بقاع العالم” واضاف ” ان الغاية من عقد المؤتمر هي لايجاد قاعدة بيانات للكفاءات العراقية لمعرفة عددهم واماكن انتشارهم واختصاصاتهم وبحث الحوافز والاجراءات والتشريعات التي يمكن ان يقدمها البرلمان والحكومة لتسهيل عودتهم الى احضان وطنهم من اجل اعماره ، وبحث آليات التواصل معهم” مؤكداً ان الجامعات العراقي سكون لها دور فاعل في انجاح اعمال هذا المؤتمر. والقى سيادته كلمة بمناسبة تكريم الطلبة الاوائل على كليات العراقية في بغداد فيما يلي نصها :

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله الطيبيب الطاهرين …
ايها الحضور الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
اسمحوا لي بداية أن أعرب باسمي وبأسم مجلس النواب العراقي عن سعادتي في المشاركة بهذا الحفل الكريم ، ومبعث سعادتي هو ما يتميز به هذا الحفل من اهمية ومكانة كونه يرسخ اواصر التواصل ويعمق خصوصية العلاقة بين ممثلي الشعب والشباب المتعلم مع قاعدة التميز الذي هو دائماً ينبوع النجاح وسر التقدم.

الاخوة والاخوات …

رغم كل المصاعب التي توالت على هذا البلد من الحروب العدوانية والحكم الدكتاتوري الذي سخر طاقات وموارد الدولة لاحكام السطرة على حياة المواطنين .. والانقلابات العسكرية وادلجة لثقافة المجتمع والعسكرة لمؤسسات الدولة ومصادرة للابداع والمنهجية السياسية السلبية المضرة بمكانة العراق وعلاقاته بالمجتمع الدولي ، الا ان المسيرة العلمية استمرت وواصلت نضالها في سبيل الابقاء على تراث هذا البلد حاضراً ومكانته العلمية متميزة بين دول المنطقة الى غير ذلك من الممارسات الخاطئة ، ولم تفلح كل المحاولات والممارسات التي انتهجها النظام السابق بشكل خاص في استهداف قطاع التربية والتعليم وتوجيهه لخدمة مصالحه الحزبية والاديولوجية ، وهذه الوقفة المشرفة سوف يذكرها التاريخ وستكون وسام شرف لكل اجيالنا القادمة .
انن نقف هذا اليوم في هذا المحفل الكريم لنؤكد على تواصلنا مع اخواننا وابناءنا الطلبة واهتمام العراق الجديد بهذا الركن الاساسي والمهم والذي نعتبره مرتكزاً لبناء دولة متحضرة قوية تعيد امجاد العراق ومكانته العلمية والفكرية والادبية التي عرف بها وكانت هويته على مد التاريخ .. وتأخذه الى مصاف باقي دول العالم المتقدمة بعد ان عانى الكثير بسبب الاهمال الذي لحق بمؤسسات التعليم والممارسات السلبية التي انتهجها النظام السابق تجاه العلم والمعرفة.

السيدات والسادة الحضور

العراق اليوم ليس عراق الامس .. ويقيننا راسخ بأن مستقبل العراق مرهون بشريحة الشباب وتقّدم العراق ورقيه مرتبط بمستوى العلم والتعليم والابداع الذي تحمله وتقدمه هذه الشريحة ، فمن اهم عناصر نجاح الدولة وبروز طاقاتها الكامنة والاستتباب الامني والاستقرار السياسي وقوة الاقتصاد الوطني .. ولو فصلنا هذه الجوانب لوجدنا ان التعليم والشباب ركنان اساسيان في هذه المعادلة ، فالامن لا يتحقق الا اذا كان هناك مجتمع ذا مستوى تعليمي عالي ويمتلك ثقافة مجتمعية تمنحه روح المواطنة واحترام القوانين وشباب واعٍ ومدرك يحافظ على امن بلاده وستقلالها وسيادتها ، والاستقرار السياسي لا يتحقق الا من خلال وعي جماهيري واسع عميق وادراك موضوعي لحيثيات الامور ليستطيع بذلك ان يكّون رأياً عاماً محركاً للعمل السياسي ومصوباً لاداء الدولة ومصيباً في اختيار قياداته السياسية ، والاقتصاد القوي لاي دولة لايمكن ان يكون الا من خلال خطط مدروسة وبحوث علمية تطويرية وطاقات تنفيذية شابة تعمل من اجل تحقيق السياسات الاقتصادية للدولة ، اذن فالعلم والمعرفة والثقافة هي سبيل العراق للتقدم والازدهار في شتى المجالات ، ولا يمكن في اي حال من الاحوال ان نفصل العلاقة المتراصة


ان موازين القوى اختلفت في العراق الجديد وبما ينسجم مع موازين قوى العالم المتحضرة ، فبعد ان كان الجيش والشرطة والاجهزة الامنية والتسلح هي المعايير التي تترجم مدى قوة العراق في المنطقة والعالم .. نحن اليوم نراهن على ان تكون مستويات التعليم والثقافة هي معيارنا في معرفة مدى قوة العراق وتقدمه .. وانتم معنيون بهذا الرهان ونريد ان نثبت للعالم اجمع اننا شعب حي يفجر طاقاته في اصعب الظروف .. ولاتعيقه كل التحديات عن الاستمرار في الابداع والتقدم.. فوضعنا اليوم لا يقتصر على عملية التحول من خنادق الحرب الى ربوع السلام وحسب بل نحن نعيش مرحلة نهوض علمي وثقافي واقتصادي في ظل دولة ديمقراطية حرة .. وهذا تحدي كبير لكل العراقيين للنهوض بواقع بلدهم السياسي والاجتماعي والخروج من سياسات الاقتصاد المكبل بالقيود الذي كانت تديره الدولة بعقلية التفرد والمصالح الضيقة الى اقتصاد السوق والانفتاح على العالم وبناء مؤسساتنا على اسس علمية ومهنية مسؤولة ترتقي بمستوى البلد والمواطن .

نحن متفاءلون بمستقبل واعد للعراق ما دام قطاع التربية والتعليم فاعلاً ومضطلعاً بمهامه وساعياً الى التطور والابداع ويحتضن العقول النيرة والمتميزة ويهتم بها ويوفر لها المناخ الملائم لتفجر طاقاتها وابداعها في البحث والتطوير والتخطيط والعمل لخدمة الوطن والشعب …  نحن متفاءلون بمستقبل واعد للعراق ما دام شبابنا يمتلك روح التحدي والمثابرة والتميز بالعلم والمعرفة والثقافة … ولدينا ايمان قوي بأن هذين المفصلين المهمين سيكون لبنةً اساسية في بناء بلدنا وتقدمه .. ورقي شعبنا وعزته … وبوابتنا للخروج الى العالم بوجه ناصع جديد يفرض وجوده واحترامه بين باقي الدول.. وانا على يقين بأن التعليم العراقي والشباب العراقي سوف سوف يشقان الطريق الى ازدهار العراق .

وفقكم الله وسدد خطاكم في مسيرتكم العلمية وجهودكم المبذولة الساعية الى الارتقاء بمستوى التعليم العراقي ورعاية الشباب المتميز والمبدع هذه النخبة التي نراها حاضرة في مستقبل العراق القريب .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أرسل هذا المقال لصديق  أرسل هذا المقال لصديق    صفحة للطباعة  صفحة للطباعة