كلمة رئيس مجلس النواب بمناسبة ذكرى استشهاد الامام الحسين(ع)


حين يحتفي العراقيون بذكرى استشهاد سبط الرسول الاعظم محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه اجمعين فانما يحتفون باعظم قيم الرسالة في اصولها الالهية وتجلياتها المحمدية، ويحيون ما يكاد يندرس من مثلها العليا ومناراتها الشم ومنها التضحية والجود من اجل مكوث الرسالة العظيمة متوهجة فاعلة مؤثرة صانعة للحياة المثلى، ومشعة منيرة لدياجير الظلم حيثما كانت في الارض.
لم يكن الامام وسيد الشهداء والمجاهدين عند خروجه ثائرا بجل اهله وخيرة اصحابه على ما أصاب الامة ودولة الاسلام انذاك من انحراف عن الخط المحمدي والراشدي باحثا عن سلطة وجاه فقد حباه الله جل وتبارك في علاه اعظم معانيهما واثرهما في انه ابن بنت رسول وابن الذي كرم الله وجهه فلم يسجد في حياته طراً الا الله وحده، فارس الرسالة وسيف الحكمة وسراج الدين علي بن ابي طالب عليه السلام، بل خرج كما قال هو نفسه عليه السلام (انما خرجت طلبا للاصلاح في امة جدي) لمواجهة الاستبداد وعودة الراسمالية الجاهلية للتحكم بامر المسلمين وقد جعله الله بينهم شورى، ولمواجهة بثور الارتداد عن النقاء الرسالي المحمدي وعودة القبلية الجاهلية للهيمنة وتحويل عموم المؤمنين المسلمين الى اتباع لسلطانها وليس سادة وسلاطين في دولتهم التي اشادوها بعذاب الهجرة والتهجير ومرارة الحصار والجود وبالدم الزكي الطاهر الذي بذله الرهط الاول للشهداء العظام.
لقد مثلت ثورة الامام الحسين عليه السلام اولى الثورات في التاريخ العربي الاسلامي من اجل عودة سلطة الشعب اليه واولى الانتفاضات الكبرى ضد العسف والاكراه والوصول الى السلطة بالقوة حينا وبالمال حينا اخر وبينهما ومعهما بسفك الدم الذي حرمه الله جل جلاله.
من الاحرى بنا كعراقيين بيننا وبين الامام الحسين عليه السلام صلة دم وصلة رسالة وصلة قربى ان نذهب الى جوهر ثورته وننهل من معانيها العظيمة معنى ان يدافع المرء عن رسالته ووطنه وقيمه ومثله العليا .

والسلام على السبط الشهيد يوم ولد ويوم استشهد طلبا للاصلاح في امة جده ويوم يبعث حيا بين يدي رب رحيم.