كلمة السيد اسامة النجيفي رئيس مجلس النواب في المؤتمر الذي عقده التجمع البرلماني للمصالحة الوطنية
بسم الله الرحمن الرحيم
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ))
صدق الله العظيم
احييكم ايتها السيدات الفاضلات وايها السادة الافاضل بأسم شعب العراق, واحيي كل بذل خير وعطاء ناجح يهدف الى الارتقاء بافاق ممارسة ديمقراطية ومصالحة في وطننا, واحيي تواصل جهدكم البناء لأرساء ثوابت عمل وطني راسخ واتمنى ان يتتوج اجتماعكم هذا بوضع أسس رسوخ هذا الانجاز في عراقنا الحر المستقبل الديمقراطي الدستوري.
ايها الحضور الكرام…
ان المجتمع العراقي جزء من المجتمعات الانسانية التي تحتضن تعدديات وتنوعات مختلفة, لا يمكن ادارة هذه التعدديات على نحو ايجابي الا بالقاعدة الدستورية الحديثة وهي (المواطنة), فالاستقرار الاجتماعي والسياسي العميق في المجتمع العراقي هو وليد المواطنة بكل حمولتها القانونية والحقوقية والسياسية, واي شعب لا يفي بمقتضيات هذه المواطنة, فأن تباينات واقعة ستنفجر, وسيعمل كل طرف للاحتماء بأنتمائه التقليدي والتاريخي مما يصنع الحواجز النفسية والاجتماعية والثقافية والسياسية بين مكونات المجتمع الواحد, وهذه الحواجز لا تصنع الا بمبررات صراعية وعنفية بين جميع الاطراف فتنتهي موجبات الاستقرار ويدخل الجميع في نفق الصراع والانفجار.
فدولة المواطنة هي التي تصنع الاستقرار وتحافظ عليه, وهي التي تستوعب الهويات الفرعية وتجعلها شريكة فعليه في صناعة القرار الوطني, وهي التي تصنع الامن الحقيقي لكل المواطنين في ظل التحديات والمنعطفات الخطيرة.
ايها الحضور الكرام..
ان السنوات تمر والمواطن يرنو الينا لتأمين حياة كريمة له فهل نحن بحجم المسؤولية التي القاها الله على عاتقنا ونحن نتناحر مفتعلين الاسباب كي ننكل ببعضنا البعض؟
فالتناحر وغياب المسؤولية في ادارة الدولة وتشظي القرار بين كتل تتنافر اكثر مما تتوافق، سيخرج البلاد من مرفئ الامان الى عصف التهافت دماءا سفكت والشيطان حاضر ُ يحث على المزيد.
فلندع كل ذلك وراءنا ونبدأ صفحة مصالحة مبنية على وعي حقيقي بما ينفع العراق والعراقيين ويحبط مخططات الساعين الى النيل من منجزات الديمقراطية واهمها المنجز العظيم خروج القوات الاجنبية, فلننبذ الخلافات ترجيحا لمصلحة المواطن الذي مازال يلتمس الخير ممن انتخبهم ممثلين له في ادارة شؤون مستقبلهم لذا علينا ان نتصالح منتهجين سبيل التقوى متجهين الى العراق بلد الحضارات والانجازات ننتشل مواطننا من تبعات تشظي العملية السياسية.
صادقا ادعوا الى توحيد الارادات وضوحا في العمل الجدي ولا نفرق بين مواطنينا لاعتبارات دينية او مذهبية او قومية او جهوية… لتكن دولة المواطنة, دولة استيعابية للجميع بحيث لا يشعر احد بالبعد والاستبعاد والتهميش والاقصاء وتكون المواطنة هي العقد الذي ينظم العلاقة بين جميع الاطراف.
اشكر صبركم على ما أسلفت والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته