رئيس مجلس النواب يوجة كلمة الى ضباط وجنود ومراتب القوات المسلحة العراقية بمناسبة انتخابات مجالس المحافظات
إلى / أبناء القوات المسلحة العراقية الباسلة
إلى / إخوتي الأعزاء ضباطاً وجنوداً ومراتب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،
أخاطبكم اليوم وأنتم على أعتاب المشاركة في واحدة من أهم الممارسات الديمقراطية في عراقنا العزيز ، تصوغون من خلالها مستقبل البلاد ، وتقدمون للعالم أجمع صورة ناصعة تدل على وعيكم واهتمامكم بإيصال وطننا إلى بر الأمان ، ومرحلة الازدهار المنشودة.
أنتم يوم غد على موعد مع التصويت في انتخابات مجالس المحافظات، تختارون فيه من ترونه مناسباً ، ومن تعتقدونه الأجدر على تسنم المهام والمسؤوليات، وتلك إن دققنا جيداً مهمة كبرى ، ومسؤولية عظيمة تقع على عاتق كل عراقي غيور على بلده.
وانطلاقاَ من هذه الأهمية ، وجدت الحاجة ملحة لأحدثكم اليوم ، مخاطباً فيكم مواطنتكم ، وليس زيكم الرسمي أو منصبكم ، وإذا كان عملكم في القوات المسلحة يفرض عليكم أن تصوتوا في يوم خاص ، فهو أمر لا يلغي عراقيتكم التي لا تختلف عن غيركم ، مثلما إن انتماءكم الوطني ليس بأقل من انتماء الآخرين.
إنكم تختارون ممثليكم ، كما سيفعل العراقيون بعد أسبوع من الآن ، ولا اختلاف بين الأمرين ، وأنتم مطالبون مثل البقية بأن تحسنوا اختيار من يكون الأكفأ والأقدر على قيادة محافظاتنا العزيزة وفي مقدمتها بغداد بما يقدم خير خدمة لأبناء شعبنا وينقلهم من حال إلى آخر أحسن منه.
إنكم اليوم تضعون ورقة الاقتراع باسمكم لا باسم جهازكم الذي تنتمون له ، وبالتالي فسيكون يوم غد يوم تلقي الأوامر الوطنية وليست الحكومية او العسكرية ، وستكونون مسؤولين أمام الله وأمام الشعب على المشاركة وعدم التهاون فيها أولاً ، وعلى حسن الاختيار ثانياً ، وأملنا أن تكون الاستجابة كبيرة ومعبرة عن حب الوطن وأهله.
أيها الإخوة الكرام
لقد مر عراقنا الحبيب بسنوات طويلة من المعاناة ، وشظف العيش وقسوته ، ولم يقدم لهم الكثيرون ممن انتخبوا تنفيذاً صادقاً لما وعدوا به ، فهل اقتصر الأذى على فئة محددة ، وهل استثنت المعاناة أحداً ، أكاد أقول باطمئنان لا ، ليس لأن الأذى كان عاماً ، ومخططات المجرمين نالت الجميع فحسب ، وإنما لأنكم جزء أصيل من مجتمعنا ، لا تختلفون عنه وينالكم ما ينالهم ، وإذا أساء البعض بتصرف فردي غير محسوب فهذا لا يعني أن الجميع ــ حاشاكم ـ سيئين.
أيها الأعزاء
ان هذا النداء إنما أوجهه لكم من واقع مسؤوليتي ممثلاً عن الإرادة الشعبية للأمة ونيابة عن جميع اخواني اعضاء مجلس النواب العراقي وكلنا نرنو لليوم الذي يقود فيه الأصلاء الأكفاء البلد مهما كان انتماءهم وعنوان ورقم قائمتهم . ونتطلع إلى تحقيق حالة التكامل والاندماج من جديد ، لتبقى قواتنا المسلحة الوطنية خيمة تظلل أبناء شعبنا ، وتمنحهم الإحساس بالأمان والاطمئنان ، ونحسب أن معظمكم يمتلك الرغبة والقدرة على ذلك ..فلا تترددوا فيه .
وفي الختام لا املك لكم إلا الدعاء بالحفظ والتوفيق ، وأن تكونوا يوم غد عند حسن الظن ، أن تمارسوا حقوقكم الدستورية والانتخابية على أتم وجه ، وأن تكونوا الأبناء الحريصين على حاضر بلدهم ويشاركون مع بقية إخوانهم العراقيين رسم مستقبلهم المشرق المزدهر دون تأثير أو محاباة من احد، إلا نداء الضمير ألوطني
ومن الله التوفيق
أسامة النجيفي
رئيس مجلس النواب العراقي
بغداد 12 / 4 / 2013 م.
***
مكتب رئيس مجلس النواب العراقي
12/4/2013